P5881/Lj/165 (updated: 31.05.2024, 13:13)
Lj5 قال الملك للفيلسوف قد فهمت مثل القدر والموتور الذي لا يُطمأنّ إليه Lj6 فاضرب
لي مثل الملوك فيما بينهم وبين ذوي قرابتهم وفي مراجعة من يرجع منهم من بعد عقوبة
أو جفوة يكون منه على ذنب أو ظلم أو غير ذلك Lj7 قال الفيلسوف إذا كان الملك لا يراجع
من يفعل ذلك *** ضرًّا بالأمور والأعمال Lj8 ولكنّه ينبغي له أن ينظر في ذلك ممّن يرجوه منهم
5 وممّن يثق برأيه وأمانته Lj9 فهو أحقّ بالحرص على مراجعته Lj10 لأنّ المُلك لا يُستطاع إلّا بالوزراء
والأعوان الذين لا يسمعون <إلّا> بالمودّة والنصيحة ولا تكون النصيحة والمودّة إلّا مع
الرأي والعفاف Lj11 وأعمال الملك كثيرة ومتى يجتمع ما وصفت من هذه الخصال الصالحة وذلك
قليل ممّن صفته هذه Lj12 والوجه الذي لا يستقيم فيه العمل أن يكون الملك عالمًا بأمور من
يريد الاستعانة به ويرى ما عند كلّ رجل منهم من الرأي وما فيه من العيوب Lj13 فإذا استقرّ
10 ذلك عنده هيّأ لكلّ عمل منهم ما عرف مثله وعلم أنّه لا يضرّه ويتحفّظ أن يوجد أحد إلى
عمل إلّا من يختار دينه وأمانته ويعرف عقله ومروءته [ولا] *ويأمن أن <لا> يرى فيه ما يكره Lj14 ثمّ عليه
بعد ذلك تعاهد أعمالهم ويتفقّد أمورهم حتّى لا يخفى عليه إحسان محسن ولا إساءة
مسيء ولا يترك محسنًا بغير جزاء ولا مسيئًا ولا عاجزًا على ما همّ عليه من ذلك Lj15 فإن لم يفعل
ذلك *تهاون المحسن واجترأ المسيء وهلك الأمر وضاع العمل Lj16 ومن المثل في ذلك مثل
15 الأسد وابن آوى قال الملك وكيف كان ذلك Lj18 قال الفيلسوف إنّه كان بأرض الهند
ابن آوى وكان يتعفّف جهده وكان معه الذئاب والثعالب وكان لا يصنع ما يصنعون
ولا يريق دمًا ولا يأكل لحمًا Lj19 فخاصمه أصحابه وقلن له إنّا لا نرى {نُسرّ} بسيرتك ولا رأيك الذي
أنت عليه مع أنّ ذلك لا يغني عنك شيئًا وأنت لا تأخذ بسُنّتنا وأيّ شيء كفّك عن الدماء
وتركك أكل اللحم Lj20 قال لهم ابن آوى إنّ ترك صحبتي إيّاكم لم تضرّكم Lj21 فإنّ !الأيّام ليست من قبل
20 الأماكن والأصحاب لكنّها من قبول القلوب والأعمال Lj22 ولو كان صاحب المكان الصالح يكون
عمله فيه صالحًا أو صاحب المكان السوء يكون عمله فيه سيّئًا كان إذًا ممّن يقتل في المساجد
لم يأثم Lj23 وإنّما صحبتكم لنفسي ولم أصحبكم بقلبي لأنّي أعرف ثمرة ذلك Lj25 ثمّ إنّ ابن آوى ثبت على حالته
*وشمّر في النسك فبلغ ذلك أسد وكان ملك السباع بتلك الناحية فرغب فيه لما وُصف له
عنه من أمانته وعفافه ونسكه Lj26 فأرسل إليه الأسد فكلّمه *وفتّشه عن جميع أموره كلّها ثمّ تركه
25 ودعاه بعد أيّام Lj27 فقال له الأسد إنّ مُلكي عظيم وأعمالي كثيرة وأنا محتاج إلى الأعوان وقد ذُكر
لي عنك أنّ لك فضل وعقل وحلم وعفاف ثمّ لمّا رأيتك وعرفت عقلك ازددت فيه رغبة
Image