Im161 الرابع وهو الغرض الأقصى إظهارًا لخفايا أسرار الحكمة وبدائع

الفلسفة وبالله التوفيق Lv1 الباب الثاني ذكر برزويه المتطبّب

وما يتعلّق به من ترجمة *بزرجمهر الحكيم Lv6 أمّا بعد

فإنّ الله تعالى خلق الخلق برحمته ومنّ على عباده بفضله فرزقهم

5 ما يقدرون به على معايشهم في الدنيا ويذكرون به استنقاذ

أرواحهم من العذاب في الآخرة Lv7 ومن أفضل ما رزقهم ومنّ

عليهم به العقل الذي هو الدعامة لجميع الأشياء والذي لا

يقدر أحدًا في الدنيا على اصطلاح معيشته ولا تحصيل نفع

ولا دفع شرّ إلّا به وكذلك طلب الآخرة بالاجتهاد في العمل المنجّي

10 روحه فلا يقدر الإنسان على إتمام عمله وإكماله إلّا بالعقل Lv8 الذي

هو سبب كلّ خير ومفتاح كلّ سعادة فليس أحد يستغني عن العقل

والعقل مُكتسب بالتجارب والأدب Lv9 وله غريزة مكنونة في

الإنسان ككمون النار في الحجر الجلمود لا يُرى ولا يظهر حتّى يقدحها

قادح من الناس فإذا قدحها ظهر شعاعها وحريقها Lv10 وككمون

15 السكّر في العنقود لا يتهيّأ إلّا بمباشرة الاعتصار والتخمّر

Lv11 وكذلك العقل كامن في الإنسان لا يظهر حتّى يظهره الأدب

ويقوّيه التجارب Lv12 فإذا استحكم كان عمود التجارب والمقوّي

لكلّ أدب والمحسّن لجميع المنافع والدافع لكلّ المضارّ فليس شيء

أفضل من العقل إذا عانه الأدب وقوّته التجارب Lv13 ومن رُزق

20 العقل ومُنّ به عليه وأُعين بصدق قريحة على طلب الأدب والحرص

على العلم سعد جدّه وأدرك في الدارين قصده وكان من الفائزين