P3471/Lj/309 (updated: 31.05.2024, 15:13)
قد سمعت مثل الغدر *والموتور الذي لا يُطمأنّ إليه Lj6 فاضرب
لي مثل الملوك فيما بينهم وخاصّتهم في مراجعة من يراجع منهم
بعد عقوبة أو جفوة تكون عن ذنب يذنبه أو ظلم يظلمه فيأمر
الملك بعقوبته Lj7 قال الفيلسوف إنّ الملك لو كان يراجع من أصابته
5 جفوة أو استحقّ عقوبة عن جرم اجترمه أو ظلم ظلمه إذن لأضرّ
ذلك بالأمور والأعمال Lj8 ولكنّ الملك حقيق بالنظر في أمر من ابتلي بشيء
من ذلك وما عنده من الغنى والذي يرجوه منه من النفع Lj9 فإن كان
ممّن كان يُستعان به ويُوثق برأيه وأمانته أو كان ممّن يُرجى عنده
نصيحة كان الملك أحقّ بالحرص على مراجعته والنظر في العفو عنه
10 والاستبقاء له Lj10 فإنّ المُلك لا يُستطاع إلّا بالوزراء والأعوان ولن
يُنتفع بالوزراء والأعوان إلّا بالمودّة والنصيحة ولا المودّة والنصيحة
ولا مع أصالة الرأي والعفاف Lj11 وأعمال الملوك كثيرة متفرّقة ومن
يحتاجون إليه من المكانفين والمعاونين عليها كثير ومن يجمع منهم
ما وصفت من النصيحة وإصابة الرأي والعفاف قليل Lj12 وإنّما الشكل
15 في ذلك والوجه الذي يستقيم به العمل أن يكون الملك عالمًا بمودّة من
يريد الاستعانة به وأموره وما عند كلّ رجل منهم من الرأي السديد
والعفاف وما فيه من المساوئ والعيوب Lj13 فإذا استقرّ ذلك عنده
Image