Met-1981.373/Lj/157 (updated: 31.05.2024, 15:13)
منهم بعد العقوبة والجفاء Lj7 فقال الفليلسوف إنّ الملك لو كان لا يراجع
من أصابته جفوةٌ أو عقوبةٌ عن جرمٍ اجترمه أو ظلمٍ ظلمه لأضرّ ذلك بالأمور والأعمال
Lj8 ولكنّ الملك حقيقٌ أن ينظر في أمر من يكون كذلك وما عنده Lj9 فإن كان
ممّن يُستعان به ويُوثق برأيه وأمانته كان الملك أحقّ بالحرص على مراجعته
5 منه بذلك Lj10 فإنّ الملك لا غنى له عن الوزراء والأعوان ولا تنفع إلّا الوزراء إلّا بالمودّة
والنصيحة ولا مودّة إلّا مع الرأي والعفاف Lj11 وأعمال الملوك كثيرةٌ ومن
يحتاجون إليه كثيرون ومن يجمع منهم كلّما ذكرت من النصيحة والعفاف
قليلٌ Lj13 وربّما احتيج إلى الرجل في الوجه ولا مروءة له فينبغي للملك أن يتحفظّ
من أن يُصيّر من لا مروءة له في الأمر الذي يحتاج فيه إلى ذي المروءة وأن يُصيّر ذا
10 المروءة فيما يحتاج فيه إلى الشجاعة أو ذا الشجاعة فيما يحتاج فيه إلى المروءة والتدبير
فإنّ ذلك الضرر البيّن في العمل Lj14 ثمّ على الملوك بعد ذلك تعّهد أعمالهم وتفقّد
أمورهم حتّى لا يخفى عليهم إحسان محسنٍ ولا إساءة مسيءٍ فلا يتركوا مُحسنًا بغير
جزاءٍ ولا مسيئًا بغير عقوبةٍ Lj15 وإلّا تهاون المحسن واجترأ المسيء وفسدت الأمور
وضاعت الأعمال Lj16 والمثل في ذلك مَثل الأسد وابن آوى قال الملك
15 للفيلسوف وكيف كان ذلك Lj18 قال زعموا أنّه كان ببعض أراضي الهند ابن
آوى وكان متعفّفًا متألّهًا ومع كونه مع الوحوش الكاسرة كان لا يسلك
مسلكها من العسف والظلم ولا يريق دمًا ولا يذوق لحمًا ولا يقارف إثمًا
Lj19 فخاصمته السباع وقلن له لا نرضى سيرتك إلّا أن تكون كأحدنا تصحبنا وتنشأ
معنا وتترك اللحم اتركْ صحبتنا وإلّا على ما نحن عليه فاصحبنا Lj20 فقال
20 إن صحبتكم لا تُكسبني إثمًا ما لم أُكسبه لنفسي Lj21 فإن الآثام ليست من قبل
الأماكن والأصحاب إنّما هي من قبل الأعمال والنيّات Lj22 وإلّا لكان ساكن المسجد
إذا قتل قتيلًا غير آثمٍ ومن كفّ نفسه عن القتال في المعركة آثمٌ وليس كذلك
Lj23 فإنّي إنّما صحبتكم بظاهري ولم يصحبكم منّي قلبٌ ولا عملٌ ولا نيّةٌ لمعرفتي بثمرة
الأعمال Lj25 ولم يزل ابن آوى ثابتًا على هذه الحالة حتّى اشتهر بالنسك والتألّه والعبادة
25 والتماسك عن جميع ما يأتونه ويفارقونه حتّى بلغ ذلك أسدًا كان ملك السباع
بتلك الأرض فرغب فيه Lj26 وأرسل إليه فأتى به بعد أن بحث عن حاله وكلّمه
Image