L8751/Lh/184 (updated: 31.05.2024, 15:13)
عن أكل اللحم إلى الثمار وأخذت في النسك والعبادة وأنّ شعهرًا كان عيشه من الثمار
رأى كثرة أكل اللبؤة فأتاها فقال لها لقد ظننت لقلّة الثمار وما افتقدت منها أنّ الشجر
لم تحمل العام فلمّا رأيت كثرة أكلك إيّاها ورفضك رزقك وما قسم الله لك وتحوّلك إلى رزق غيرك
فانتقصته ودخلت عليه علمت أنّ الشجر قد أثمر كما كان يثمر فيما خلا وإنّما هذه الضرورة في ذلك
5 من قبل قوتك للشجر والثمار ولمن كان عيشه منها فما أسرع هلاكهم ودمارهم إذ قد نازعهم في
ذلك من لا حقّ له فيه وإنّما ضربت لك هذا المثل لأنّ الجاهل ربّما انصرف لمكروه يحلّ
به عن ضرّ الناس كاللبؤة التي تركت بما لقيت في شبليها أكل لحوم الوحش ولقول الشعهر
أكل الثمار وأقبلت على النسك والعبادة
Ag1 باب الناسك والضيف
10 وهو الباب السابع عشر
Ag4 قال الملك للفيلسوف قد فهمت ما ذكرت من أمر من يدع ضرّ غيره
لضرّ يصيبه أو بلية تدخل عليه Ag5 فأخبرني عمّن يدع عمله الذي يليق به ويشاكله ويطلب سواه
فلا يدركه فيراجع الذي كان في يده فلا يجده ولا يقدر عليه فيبقى حيرانًا متلدّدًا Ag8 قال
الفيلسوف زعموا أنّه كان في أصل الكرخ رجل ناسك مجتهد فنزل به ضيف ذات يوم فدعا
15 بتمر ليطرفه إيّاه فأكلا منه جميعًا Ag9 ثمّ إنّ الضيف قال ما أحلى هذا التمر وأطيبه Ag10 وليس في بلادي
التي أسكنها نخل Ag12 مع أنّه إن لم يكن فيها نخل فإنّ فيها من الثمار ما أكتفى به فإنّه من يقدر على التين
وما أشبهه من حلو الفاكهة فإنّه يجزيه ويقضى منه حاجته مع وخامة التمر وقلّة موافقته للجسد
Ag15 فقال الناسك إنّه لا متعدّيًا من احتاج إلى ما لا يجد وليس بمقدور عليه فتشره لذلك نفسه فيقلّ
عنه صبره ويصل إليه من ثقل ذلك واغتمامه ما يضرّ به يدلّه على المشقّة عليه Ag16 وإنّك أنت العظيم
Image