هذا الكتاب وأخرجوه من الهنديّة إلى الفارسيّة ألحقوا

بابًا بالعربيّة ليكون له أسًّا ليستبين فيه أمر هذا الكتاب

لمن أراد قراءته وفهمه والاقتباس منه Im162 فأوّل ما نبتدئ بذكر

بعث برزويه إلى بلاد الهند

5 Lv1 باب توجيه كسرى أنوشروان برزويه إلى بلاد الهند لطلب الكتاب

Lv6 قال بزرجمهر أمّا بعد فإنّ الله تبارك وتعالى خلق خلقه

برحمته ومنّ على عباده بفضله ورزقهم ما يقدرون به على

إصلاح شأنهم ومعايشهم في الدنيا وما يدركون به استنتقاذ

أرواحهم من أليم العذاب Lv7 وأفضل ما رزقهم الله ومنّ عليهم به

10 العقل الذي هو قوّة لجميع الأشياء فما يقدر أحد من الخلق على إصلاح

معيشه ولا اجترار منفعة ولا دفع مضرّة إلّا به وكذلك طالب

الآخرة المجتهد على استنقاذ روحه من الهلكة Lv8 فالعقل هو سبب

لكلّ خير وهو مكتسب بالتجارب والآداب Lv9 وغريزته مكنونة

في الإنسان كامنة ككمون النار في الحجر والعود لا تُرى حتّى

15 يقدحها قادح من غيرها يظهر ضوءها وحريقها Lv11 لذلك العقل

من الإنسان لا يظهر حتّى يُظهره الأدب وتقويّه التجارب Lv12 فإذا

استحكم كان هو وليّ التجارب والمقوّي لكلّ أدب والتخيّر

لجميع الأشياء والدافع لكلّ ضرّ فلا شيء أفضل من العقل والأدب

Lv13 فمن منّ عليه خالقه بالعقل وأعان هو على نفسه بالمثابرة على

20 الأدب والحزم سعد جدّه وأدرك أمله في الدنيا والآخرة Lv14 والعقل